الجمعة، 25 مارس 2016

مقال: خواطر حول انقطاع الكهرباء

خواطر حول انقطاع الكهرباء 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 
فالحياة كلها آلام ومواقف وتغيرات ومحن وتحتاج فقط من يبصرها جيدا لكي يحول المحن الى منح والتعب الى راحة والآلام الى آمال
لوأن الإنسان ابصر كل محنة واستنبط منها مواقف وعبراً قد يجعلها منح ولو انه عرف دواء الآلام قد يحولها الى آمال .... فالحياة دروس وعبر والذكي من يجعلها كنوز ودرر .
هذه بعض الوقفات فاجئتني اليوم بها نفسي وأخفتت بها حسي وهدأت بها تقلبات رأسي حول مانراه هذه الأيام من انقطاع للكهرباء بصورة ملفتة وكبيرة وهنا انقسم الناس إلى قسمين :
الأول: جعل هذا الحدث بؤسا
الثاني: جعل هذا الحدث درسا .. فممن أنت ؟!!!
 -
بينما أنا جالس مع نفسي وقد انقطعت الكهرباء فبدا على وجهي الملل والضجر فإذ بصوت خافت سمعه قلبي دون أن تسمعه أذني يناجيني فإذ بها نفسي تقول لي "لم الملل والضجر ولم احتمال الضرر ؟ " فقلت انقطع التيار ولا تريدي ضجر واشتد الحر ولاتريدي ضرر فقالت على رسلك واسمع كلام خير البشر ففيه الفوائد والعبر فقد قال فيماروي في الاثر " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان ذلك خيرا له إن أصابته ضراء صبر فكان ذلك خيرا له ولا يكون ذلك لأحد إلا للمؤمن " فقلت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله على كل حال .
-
ومر الوقت سريعا فبدأت أشعر بشدة الحر وإذ بي أرفع صوتي فأقول " ما هذا الحر" فاذا بها بي تخاطبني قائلة تمهل فالحر شديد لكن حر النار أشد واسمع كلام الواحد الأحد " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " واسمع هذه البشرى من كلام نبيك صلى الله عليه وسلم " ...... اذا كان يوم شديد الحر قال العبد ما اشد هذا الحر اللهم اكفني حر جهنم فبقول الله لقد كفيتك حرها " - جزء من حديث – فقلت صدق الله وصدق رسوله " اللهم اكفني حر جهنم "
-
فما لبثت الا قليلا واذا العرق قد ملا وجهي وجسدي وبدا على وجهي الغضب فقالت" تذكر يوم أن تقف أمام ربك والشمس قريبة من راسك ومن الناس من يلجمه العرق الجاما ومنهم من يظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله فهل أنت من هؤلاء أم من هؤلاء؟؟!!" فاللهم اجعلنا ممن تظلهم بظلك يوم لا ظل الا ظله  .
 -
فخرجت من بيتي فاذ بي أقابل هواء حارا قد تضجر منه فؤادي فقالت لي على رسلك فهواء النار أشد ونفختها أقسى فقلت يا رب سلم سلم
 -
وحل الظلام والتيار منقطع فدخلت غرفتي فوجدت سكوتا مخيفا وظلاما مفزعا فهممت باضاءة الشموع فخاطبتني نفسي " على رسلك وتأمل أولا يوم تدخل قبرك والظلام أشد والسكوت أقسى وعندها ستجد من يفزعك بالضمة ويرعبك بالسؤال ويسالك من ربك ومادينك وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم " فهل اعددت له جوابا ؟؟!!!
 -
أحضرت الشموع وأنرت الغرفة فهمست في قلبي قائلة "يا ترى هل ستجد ما تنير به ظلام قبرك ؟!!"
حينها فكرت كثيرا وقلت لقد فاجئتني نفسي واظهرت لي حقيقة وجودي كم كنت غافلا حينما لم أر العبر وكم كنت جاهلا حينما نسيت الدرر
فقالت لي نفسي " اعلم يا هذا انك قد تحول المحنة الى منحة والألم الى أمل والتعب الى راحة والنقمة الى نعمة .. فقط أذكر الله في كل احوالك تذكر الجنة والنار واعلم ان الحياة إنما مواقف وعبر وأنه وراء كل بلاء عبرة وخلف كل نعيم شفرة هذه الشفرة هي " الحمد لله " "
فالحمدلله على نعمه والشكر له على آلائه وله الفضل والمنه يطاع فيشكر ويعصى فيغفر فاللهم يسر حسابنا وحسن جوابنا وقنا فتنة القبر واجعلنا ممن تظلهم بظلك يوم لا ظل الا ظله وادخلنا الجنة بلا مناقشة حساب ولا سابقة عذاب برحمتك يا عزيز يا وهاب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين                                                                                                                                                                                                      

 
محمود بن إبراهيم الصباغ
19/9/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق